Friday, June 27, 2025

 92---                                                                           تفاصيل صغيرة... لكنها ذات معاني كبيرة في عالم جميل          

   قضيت عمرًا ليس بالقصير في التعليم سنوات طويلة من الشرح، المتابعة، والوقوف أمام السبورة.
كنت أعيش كل يوم بإيقاع مضبوط: جرس يبدأ، جرس ينتهي ،
وأوراق تمتلئ، وأخرى تُصحّح… حتى أصبح ذلك هو نمط حياتي.
لكن بعد أن توقفت، وجدت نفسي أمام فراغ غريب
مجتمع المدرسين.
ذلك المجتمع الذي كان يحيطني كل يوم…

وجوه اعتدتها، أحاديث في أروقة المدرسة،
نقاشات جادة وأخرى مرحة،
مواقف نمرّ بها معًا دون أن نشعر بأهميتها،
لكنها كانت تمنحني شيئًا من المعنى… ومن الطمأنينة.
كنت أظن أن كل ذلك جزء من الروتين،
لكني أدركت بعد الغياب، أن تلك التفاصيل الصغيرة
هي التي كانت تُشعرني بالانتماء.
الآن، صرت أستعيد تلك اللحظات:                                                                   
المزاح الخفيف قبل بداية الدوام،
النقاشات الصباحية، تضامن الزملاء في مواجهة موقف مفاجئ،
الاهتمام الصادق حين يتأخر أحدهم.
مجتمع المعلمين لم يكن مجرد زملاء عمل،
بل كان عالماً متكاملاً من الاحترام، والعطاء، والمساندة.
قد تكون الأيام تغيّرت،
لكن ذلك الشعور الصادق… يبقى محفورًا في الذاكرة،
ويكفيني أنني كنت جزءًا من ذلك العالم الجميل

No comments:

Post a Comment