أحيانًا،
تكون أعظم النِعَم هي تلك التي نغفل عنها — سقف يظلّلنا، كوب ماءٍ نظيف،
أو مكان هادئ للنوم. قد لا يكون بيتك الصغير فخمًا أو واسعًا، لكنه يحتوي
على ألف نعمة صامتة، يتمنى كثيرون في هذا العالم لو نالوا إحداها فقط.
بالنسبة
للمشرد النائم على الرصيف، فإن بيتك البسيط هو قصر. وللظامئ التائه، فإن
صنبور الماء في مطبخك معجزة. وللوحيد المتألم، فإن صوت الضحك في زوايا بيتك
نشيد من الجنة. ما يبدو صغيرًا في أعيننا، قد يكون كل شيء في أعين غيرنا.
نِعَم
الله لا تأتي دائمًا في صور فاخرة أو صاخبة، بل كثيرًا ما تتجلى في السكون —
مصباح يعمل، بطانية دافئة، أو صباح هادئ. ليست هذه مجرد وسائل راحة؛ بل هي
دلائل على رحمةٍ عظيمة مغلّفة في بساطة.
الامتنان
لا يُقاس بكمّ ما نملك، بل بمدى إدراكنا لمعنى ما بين أيدينا. لذا، عندما
تنظر إلى بيتك الصغير، أو تعدّ ما تراه "مجرد كفاية"، تذكّر: في كل أمر
بسيط، آية من كرم الله العظيم.
لا تستهِن أبدًا بقيمة النعمة الصغيرة؛ فلربما كانت المعجزة التي يدعو بها غيرك ليلًا ونهارًا.
No comments:
Post a Comment